الإرهابيون.. وتشويه صورة المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،
من طبيعة البشر بشكل عام والإنسان العربي بشكل خاص أنه لايكون منصفاً مع من يختلف معه في الرأي، ويراه دائماً مخطئاً، وهو وأتباعه أو حزبه هم على الصواب.
ولايفكر بيوم من الأيام أن يقف ولو للحظات موقف المحايد الذي لو وقف فيه وتفكر وقارن بين من هم من شيعته ومن مهم مخالفين له في الرأي لعاد كثيراً من الناس للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
والذي يميز العرب عن غيرهم هو أنهم يرتقون بمن يختلف معهم في الرأي - ولو كانت اختلاف في الفروع فقط- من مرحلة المخالف إلى مرحلة العــــــــدو ، وهناك أمثلة كثيرة من هذا النوع كمن يسمون أنفسهم بالشيعة وغيرها من الأمثلة التي ليس هذا المجال لذكرها.
أحببت أن أبدأ بهذه اللفته حتى يقف معي القارئ الكريم والمنصف الوقفة التي سأقفها في هذا المقال من الحيادية المتناهية والمهنية الصادقة، بعيـــداً عن الإجحاف بالمخالف والإطراء بالموافق.
" أســــامة بن لادن إرهابي" "وتنظيم القاعدة إرهابي"
عبارات لم نزل نسمعها بين الحين والآخر في وسائل الإعلام العربية والأجنبية مكتوبة كانت أو مرئية أومسموعة، بعد أن شقت طريقها نحو الشهرة لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر، وأصبحت تتردد على ألسنة الصغار قبل الكبار، ولقد أحببت أن أقف هنا وقفة مفصلة بعض الشيئ مع هذا المصطلح "الإرهــــــــــاب".
في بداية الأمر بحثت عن معنى هذه الكلمة "الإرهــــــــــاب"ممن أطلق العنان للسانة بإطلاق هذه الكلمة بداية من قائلهـــا الأول الذ تلقفها الناس منه ألا وهو " قائد الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب" جورج بوش الإبن، وحاولت إلتقاط معنى لها من خلال تصريحاته ولقاءاته وبياناته،
ولكن دون جدوى، ثم بعد ذلك تابعت تصريحات من تعاونوا وانضموا لهذه الحملة، فتيقنت أنهم كذلك انضموا لمحاربة الإرهاب وهم أنفسهم لايعرفون معناها، ففهمت أن هذه الكلمة ذات مغزى دون معنى محدد.
بدأت في تقليب صفحات الماضي والحاضر والمشاهد على أرض الواقع بحثاً عن معنى هذه الكلمة - قبل أن تظهر لي الحقيقة التي نطق بها بوش بعد جهد جهيد- فللننظر لماذا سموا بالإرهابيين:
- ربما لأن الإرهابيين وعلى رأسهم القاعدة متواجديين في أغلب دول العالم وسببوا الهلع والخوف للناس،- ولكن لنكن منصفين كذلك فهناك عصابات إجرامية منتشرة في أكثر الدول سببت الخوف للناس ربما أكثر من القاعدة لم يبرزها الإعلام وعلى رأسهم عصابات المافيــــــــا لم يصنفهم بوش بأنهم إرهابيين.
- ربما لأنهم عادوا العدالة والديمقراطية الأمريكية ذات القيم والمبادئ السامية،- ولكن هناك دول وليست منظمة عارضت المشروع الأمريكي والهيمنة الأمريكية على المنطقة والعالم فهناك على سبيل المثال ( فنزويلا وهناك الصين وروسيا والمانيا وفرنسا بل هناك ايران) لم يصنفهم بوش على أنهم إرهابيين.
- ربما لأنهم فجروا وقتلوا الناس،- فهناك على سبيل المثال هجمات القنصليتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 98م،- وهناك المدمرة كول في عدن وأكبر من هذا أحداث واشنطن ونيويورك التي قتلت مايزيد على سبعة آلاف شخص،- والكثير من الأحداث التي عليها بصمات القاعدة في بعض البلدان الاسلامية وغير الاسلامية.
وقد يكون بوش صادقاً حين وصفهم بالارهابيين لو لم يغض الطرف عن اليهود في فلسطين الذين قتلوا المسلمين ولايزالون فهناك مجازر ارتكبت منها مجزرة قـــانـــا الاولى والثانية ومجزرة جنين وصبرا وشاتيلا وغيرها لم يصفهم بوش بالارهابيين، بل هناك مجرم الحرب الصربي (سلوفودان) الذي قتل من المسلمين في البوسنة ما الله به عليم لم يصنف أنه إرهابي، بل لكان صادقاً لو وصف أبوه جورج بوش الأب بالإرهابي حينما قتل أكثر من مليون ونصف طفل عراقي عن طريق الحصار المفروض عليهم في التسعينيات وأكمل خلفه كلينتون هذا الإرهاب وقام بقصف وتدمير مصنع الشفاء للأدوية في السودان، وأين هو عن بلاده راعية السلام في حربها مع اليابان والقنابل النووية التي ألقيت على هيروشيما وناجازاكي التي أهلكت الحرث والنسل ولا تزال أضرارها موجودة إلى الآن في هاتين المدينتين.
إذاً لايوجد لديه معنى لهذه الكلمة،لننتقل الآن بعد أن رأينا المدعي لننتقل للمدعى عليه والمتهم بالإرهاب زعيم التنظيم الإرهابي أسامة بن لادن، وقد حاولت كذلك تفهم وجهة نظره عن هذه الأحداث وما قيل عنه من علماء الدين الذي ذكروا أن دين الإسلام هو دين السلام وليس دين الإرهاب والذي شوهها أسامة بن لادن- كما قيل عنه-:
من خلال متابعتي لتصريحاته لاسيما لقائه الشهير بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجدت عنده تبريرات قد تكون صادقة ومنطقية، وما يهمنا هنا أنه حين سئل عن الإرهاب وأنه شوه صورة الإسلام بالإرهاب أجاب إجابة منطقية وقد أعجبني كثيراً المثال الذي ضربه وهو مثال "الشرطي"، نعم الإسلام هو دين السلام وهو دين المحبة واللين في الدعوة ولكن لايوجد عاقل يقول أن الإسلام هو دين المحبة واللين وقت الحرب والشدة، جميع الشرائع والديانات السماوية وغير السماوية وقت الحرب يكون لها شأن آخر في التعامل، لنكن منصفين بعض الشيئ الرجل الأول في الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعث رحمة للعالمين كان وقت الحرب كما قال الله عنه (أشداء على الكفار) كان في المعارك والغزوات لا يعرف اللين مع الكفار فكان كما قيل عنه يقتل الرجال المقاتلة وأحياناً غير المقاتلة ويسبي النساء والذرية وفي خيبر كان يحرق النخيل لأنه كان في موضع حرب فلا أحد من المسلمين يستطيع أن يقول محمد إرهابي ولكن كان وقت الدعوة وفي حياته الطبيعية كما قال الله عنه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وكان أرحم الخلق بالخلق بل كان رحيم حتى بالحيوان كما جاء في قصة الطير الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( من فجع هذه بفراخها)، بل وحتى بالجماد كما جاء في قصة جذع النخلة.
فمحمد صلى الله عليه وسلم وهو نبي الإسلام فيه الصفتين صفة الرحمة وصفة الإرهاب الذي يقر القرآن بوجود هذه الصفة في قوله تعالى( وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).
وسأكون منصفاً مع ابن لادن فابن لادن الذي لم نسمع عنه سوى الإرهاب والقتل والتفجير ولم ينقل لنا عنه الصفة الأخرى ألا وهي صفة الرحمة التي كانت فيه ولم يثيرها لنا الإعلام ربما تعمداً، سمعت قصص ابن لادن مع الذي أجروا لقاءات معه من الصحفيين العرب، بل وحتى الصحفيين الغربيين الذي يعتبر ابن لادن أنه في حرب مع بلدانهم، ومن ذلك الصحفي البريطاني الذي أجرى اللقاء معه وحكى كيف إستقبله ابن لادن ذلك الإستقبال وأنه كان يمازحه، يقول حتى أنني لم أعد أصدق أنه أسامة بن لادن.
فكما ذكر إبن لادن أن الشرطي يسهر لحماية الناس ويحفظ الأمن ولكن مع ذلك السارقين والمجرمين يرهبونه، ولكن نسميه -مع ما يسببه للمجرمين من إرهاب- رجل أمن ولايمكن إطلاقاً أن نسميه رجل خوف أو إرهاب، وكذلك الإسلام نسميه دين السلام ولا يمكن أن يسميه دين الإرهاب إلا المجرم.
نعم أخيراً إعترف بوش بعد أن تهرب من أكثر من سؤال عن معنى كلمة "الإرهــــــــــاب"فقال بعد ثلاث سنوات أن الإرهاب هو الإسلام الحركي بمعنى آخر وحسب المصطلح الإسلامي "الجهــــــــــاد"....
وهذا الشئ كان متوقعاً لاسيما بعد السرد السابق للأحداث والجرائم التي نجت من مصطلح الإرهاب، وإنني لم أستغرب هذه الإجابة منه ولكن كان عجبي من بعض المسلمين الذي لازالوا يتفوهون بما لايعلمون، بل والأدهى من ذلك أولئك الذين رضوا أن يكونوا في صف الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام لمحاربة الإرهاب بحسب المفهوم الأمريكي والجهاد بحسب المفهوم الإسلامي، وحين نرى المؤتمرات التي تقام بين الحين والآخر لمحاربة الإرهاب تستغرب حين ترى كل الديانات والملل تجتمع لمحاربة الإرهاب فتجد اليهودي والنصراني والهندوسي والبوذي والشيوعي ووو.... ثم تجد أيضاً المسلم الذي جاء ليحارب شعيرة من دينه وآية من القرآن الذي يؤمن به برقت له بمسمى "الإرهاب".
فلهذا وأمثاله أقــول: عليك أن تدور حيث دار القوم ولا تراوغ، فهؤلاء عندهم مسلمات يعلنونها دون تورية أو تلبيس ويصرحون بها في كل محفل فعليك أن توافقهم مادام أنك رضيت بالدخول تحت حلفهم لمحاربة الإرهـــــاب .
فهم يعتبرون قتال الفلسطينيين المسلمين لليهود إرهاب فعليك أن تعتيره إرهاب، وقتل اليهود للمسلمين ليس إرهاب فعليك السمع والطاعة.
وهؤلاء يعتبرون قتال المسلمين في جنوب الفلبين من أجل إقامة دولة مسلمة مستقلة إرهاب، بينما قتال النصارى في جنوب السودان من أجل إقامة دولة مستقلة نصرانية حق لهم، فعليك التسليم بهذا دون إحتجاج.
ويعتبرون قتال المسلمين في الشيشان وكشمير وأفغانستان والبوسنة وغيرها إرهاب.
إنهم بإختصـــار شديد يعتبرون الجهـــــــاد إرهــــــــــاب، فعليك من الآن أن تعلن الحرب على الجهــــــــاد.
وعليك بحفظ هذه المعادلة الأمريكية لتكون لك نبراساً تسير عليه مدى الزمن وفي أي حرب قد تحصل فيما بعد، لكيلا تضيع الوقت في إنتظار فتوى تصدر من مفتية أمريكا والمسماة "بهيئة الأمم المتحدة"التي ستقرر إن كان هذا إرهاباً أم لا وتكون أنت مفتياً لنفسك.
القتال لليهود
= دفاع عن النفس
القتال للأمريكان= نشر للديمقراطية
القتال للمسلمين= إرهــــــــــاب
وقبل أن أختم كلامي أحب أن أشير إلى أن ماقيل عن أن أسامة بن لادن أساء إلى المسلمين ومن خلفه تنظيم القاعدة والذين يؤمنون بمعتقداته أنه صحيح، نعم علينا أن نعترف بهذا ودون حياء نعم لقد أساءوا للمسلمين.
نعم أساءوا للعملاء والخونة المحسوبين على المسلمين والذين مازالوا يهيئون بلاد المسلمين لتكون لقمة سائغة لأسيادهم والذين أفهموهم أن شباب المسلمين انسلخوا من دينهم فلم يعد يهمهم جهاد ولا قتال غير الرقص والكرة، نعم أساءوا لهم عندما فاجئوا المحتل ووقفوا في وجه وصرخوا في وجهه قائلين( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يقاتلون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)
نعم أساءوا إلى أدعياء السلفية ودعاة التقارب الذين لم يزالوا يسلخون الدين ويقولون أنه لم يعد في الإسلام جهاد طلب، وجهاد الدفع أنكروه ضمناً، وأجازوا للمحتل أن يحكم بلاد المسلمين، وقالوا من المصلحة عدم قتال المحتل لأنه يملك الطائرات والصواريخ عابرات القارات والقنابل النووية والأسلحة الكيماوية والعنقودية، ونحن لانملك إلا بعض السكاكين والمسدسات والرشاشات البالية القديمة - هذه الأسلحة البالية التي أسقطت أكثر من ثمان طائرات في أقل من شهر- فصرخوا في وجوههم قائلين( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) وقالوا لأمثال هؤلاء (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)
نعم أساؤا إلى المسلمين عندما حكموا في الصومال بحكمهم الذي اختلف عن جميع أحكام الأرض ولم يلتزموا بقوانين هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ووو
فرئينا حكمهم في مقديشو التي وبإعتراف كبار قادة الإستخبارات الأمريكية أنه لايوجد مكان في العالم أأمن من مدينة مقديشو، نعم فلقد أساءوا للمسلمين عندما أغلقوا دور السينما والملاهي الليلة وحكموا بالعدل ومنعوا الربـــا وأقاموا الشعائر حتى أنه لم تسجل جريمة واحدة في حكمهم.
نعم أساءوا عندما حكموا أفغانستان في أواخر التسعينيات وأرسوا الأمن والإستقرار في البلاد، وأوغلوا في إسائتهم عندما أرادوا هدم أصنام "بوذا" فهب هؤلاء "أدعياء السلفية ودعاة التقارب" هبة الأسود وناصحوهم ألا يشوهوا صورة المسلمين، وتبرع من تبرع من التجار لدولة طالبان من أجل العدول عن هدم الأصنام فهم إن هدموها فسيهدموا مابناه هؤلاء الأدعياء من صورة حسنة -بزعمهم- لدى الغرب ، ولكن أنى لهؤلاء أن يستمعوا لنصائح هؤلاء الأدعياء فلقد رفضوا كل العروض والأموال وهدموا الأصنام وشوهوا صورة المسلمين.
نعم هؤلاء الأدعياء الذين لم يزالوا يهبون هبة الأسود في كل نازلة لكي يحافضوا على صورة المسلمين الحسنة -بزعمهم- ، فلقد رأيناهم يدافعون عن أصنام بوذا ورأيناهم يشجبون ويستنكرون ويقدمون التعازي في أحداث سبتمبر ورأيناهم ورأيناهم.
بينما لم نرهم في هذه الأيام والمسجد الأقصى يتعرض للتخريب والهدم، ولم نرهم يتكلمون في ماحدث لنساء أهل السنة في العراق هذه الأيام ولم نسمع منهم كلمة عن موقفهم من الصومال.
ربما كان هذا يشوه صورة المسلمين فلزموا الصمت ،، من يدري.
ثم نقول أن هؤلاء الإرهابيين شوهوا صورة المسلمين الناصعة عبر إعلامنا الفضيل الذي يظهر للغرب مدى التحضر والتمدن الذي وصلنا إليه عبر الفضائيات التي تبث برامج "ستار أكاديمي" وفايف استار ونجوم الفن والعري والغزل والرقص التي تفوقنا فيها على جميع قنوات العالم وبكل خسة.
نعم يجب أن نعترف وبصوت واحد
الإرهابيين شوهوا صورة المسلمين أمثال هؤلاء الإمبطاحيين
الرد باقتباس
موضوع: الارهابيون ............شوهوا صورة المسلمين 
السبت أبريل 17, 2010 3:44 pm
