منتديات همسات دافئة
توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 MSO87734
منتديات همسات دافئة
توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 MSO87734
منتديات همسات دافئة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةاهلا وسهلاأحدث الصورالتسجيلدخولتوثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Untitl20
المواضيع الاخيرة


 

 توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
**ابـــــ الوطن ـــــن**
* المدير العام *
* المدير العام *
**ابـــــ الوطن ـــــن**


توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Ire10710
توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 3bnat_10
المزاج : توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 W0yelzzal
الهواية : توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Sports10
العمل : توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Studen10
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 5324
العمر : 32
علم دولتك : توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Palest10
تاريخ التسجيل : 16/12/2010

توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Empty
مُساهمةموضوع: توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4   توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Icon_minitimeالإثنين يناير 17, 2011 1:09 pm

توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4 Samoor



ولد الحاج عبد الرزاق سمور أبو محمد في ترشيحا بفلسطين عام 1921م ، و شهد ثورة العام 1936م و معارك حرب 1948 ، و ما زال يذكر ترشيحا و يسرد لنا أهم أحداث تلك المرحلة بكثير من التفصيل .. عن ترشيحا و ثورة 1936 و معارك الـ 1948 التي خاضها شعبنا الفلسطيني ضد المحتل البريطاني و العصابات الصهيونية ، و النكبة و الخروج من فلسطين ، و بداية رحلة اللجوء .. حدّثنا الحاج أبو محمد قائلاً :

ترشيحا :
تقع ترشيحا في الجزء الشمالي من فلسطين ، يحدّها من الشمال جنوب لبنان ، و من الغرب قرى الكابري و عمقا ، و من الشرق البقيعة (يسكنها دورز و مسيحيون) و سحماتا و الدير و صفطوطة ، و من الجنوب كفر سميع و الكسرى و قرية يانوح (يسكنها دروز) .
اشتهرت ترشيحا بزراعة الدخان ، و سكن القرية المسلمون الفلسطينيون و هم الغالبية ، إضافة إلى المسيحيين الفلسطينيين الذين كانوا يشكّلون سدس سكان القرية و يتمركزون في حارة من حارات ترشيحا ، و كانت معاملتنا مع بعضنا البعض جيدة جداً ، كنا نرتدي الزي الشعبي الفلسطيني ذاته و نعيش طريقة الحياة ذاتها ، بحيث كان من الصعب على غير سكان القرية تمييز المسلم عن المسيحي ، حتى أن مطرانهم كان عندما يزور ترشيحا يحلّ ضيفاً على عبد القادر الجشي ، و لما يسأله المسيحيون لماذا لا تحلّ عنده لا عندنا يقول : "أضيف عند المسلمين لأنهم يحافظون عليكم و يقدّرونكم" .

ثورة 1936 :
و الله .. كانت الثورة جيدة و استطاعت الاستمرار و الإنجاز في بدايتها ، أذكر أول معركة وقعت في بلدتنا ، وقتها كنت عند نبع (عين العسل) في الكابري قرب قريتنا ، فأقبل علي حسين الداوودي - رحمه الله – و طلب مني أن أملأ «المطرة» له و أخبرني أن لدينا معركة اليوم بترشيحا ، ثم ركب جمله و اتجه إلى القرية ، و لما وصل أنزل حمولته و دعا 20 شاباً من قريتنا إلى الاجتماع و اجتمعوا كلهم ، و أخبرهم بنية الاشتباك مع العدو اليوم ، فقالوا له : «حرام عليك يا حسين إنت وحيد لأهلك» ، فأجاب : «أنا لديّ ولد ، فإذا استشهدت فإنه يكمل عني ..» .
جمعوا أنفسهم (كان عددهم 17 شاباً من بينهم فوزي الرشيد) و ذهبوا إلى حلّ الشارب عند منطقة تدعي كركار ، و هي أرض صخرية قرب القرية ، فجمعوا الصخور و صفّوها على شكل سلسال ثم طلبوا من الإنجليز النجدة (بحجة أن الطريق قطع عليهم) ، طلعت سيارة إنجليزية للكشف ، و لما اقتربت من الموقع نزل أفرادها و ساروا على أقدامهم باتجاه الموقع كي يزيلوا الحجارة و الصخور ، فأطلق الثوار علهم النار و لم ينجُ من الإنجليز أيّ أحد .
بعدها أتت دورية أخرى من الإنجليز (فوج نجدة) ، و قتلت ثمانية من الثوار ، و طوّق الإنجليز البلدة ، لكن البلدة لم تعترف بدخول أي ثائر منهم إليها ... ثم تتالت أحداث الثورة ، و تناوب عددٌ من القادة على منطقتنا ، إذ استلم عبد الله الأصبح ثم تلاه أبو خضر ... الخ ، و كان هؤلاء بمثابة حكومة ، أداروا أمور البلدة و وفّروا الأمان في القرى ، حيث عيّن الثوار محكمة للحكم بين الناس في كل قرية و كان أعضاؤها من أبناء القرى ، فكانت الثورة تحكم في الليل ، و دوريات الإنجليز تزور و تجوب البلدات في النهار ..
كما أنشأت الثورة «الكف الأسود» و هو مجموعة من الثوار مهمتها اغتيال الجواسيس و العملاء و المخبرين و ضباط الإنجليز الذين يكافحون الثورة . ففي حيفا على سبيل المثال قتل الثوار 12 مدير بوليس في غضون 18 شهراً ، و ظلت حيفا دون مدير بوليس طيلة تلك الفترة ...

استشهاد أبو خضر و عبد الله الأصبح :
في يوم من الأيام طوّق الإنجليز بلدتنا ، و كنا قبل الطوق قد خرّبنا جميع الشوارع لمنع المصفحات من دخول البلد ، فكانت الشوارع من عكا للبقيعة و حتى سحماتا كلها معطلة ، فأتونا ليلة عيد الفطر ، و طلعوا علينا بالطائرات ، و في تلك الأثناء ردموا الشوارع و أصلحوا بعضها و دخلوا البلدة ، عندها جمعونا في الكراج حتى الصباح ، ثم جمعونا لنخرج إلى سحماتا ، عندها هبت الناس ، و استطاع البعض الإفلات لا سيما الشباب ، أما كبار السن فسقطوا على الأرض و لم يستطيعوا إفلات أنفسهم ، و كان قد قتِل البعض في معركة الليلة و من بينهم عبد الله الأصبح و أبو خضر ، أما نحن فقسمونا إلى قسمين ، قسم أرسلوه إلى البقيعة ، و قسم آخر إلى سحماتا و كنت مع هذا القسم ، قعدنا بعض الوقت تحت أشجار الزيتون ثم قالوا لنا ارجعوا إلى ترشيحا ، و عدنا .

محاربة الثوار :
بعدها اختلطت علينا القيادة ، و تتالى على القيادة عدد من الشخصيات التي حاربت الثوار .. جاءنا أبو إبراهيم الكبير ، و أبو إبراهيم الصغير ، و أبو محمود .. الخ . و صاروا يبحثون عن المخاتير الذين يطعمون الثوار خبزاً و يقتلونهم ، و من يأوي عنده ثائر يقتلوه .. و ظللنا في المشاكل حتى آخر معركة .. بعدها دخل الإنجليز الحرب العالمية ، و طوّقونا و قتلوا اثنين من أبنائنا ، ثم جمعونا في ساحة الكراج وسط البلدة و قال لنا القائد الإنجليزي و هو يحمل عصاً بيده : يا ناس ، كان لدينا طفل صغير ندلّله و اليوم لم نعد ندلل أحداً ، لقد علقنا بحرب مع ألمانيا ، و كل بلد تطلع منها رصاصة سننسفها..

جيش الإنقاذ و معركة جدّين :
كان أول من دخل بلدنا من جيش الإنقاذ هو القائد أديب الشيشكلي ، لم يدخل البلدة مباشرة إنما أتانا من الجنوب ، فعرفنا بقدوم الجيش ، و ذهب عبد الله الجشي لملاقاتهم مصطحباً ثلاثة من الشباب ، أراد الجيش العربي احتلال «جدّين» ، لقد عشنا في جدّين و ربينا فيها ، لذا كنا نعرفها بالشبر ، و لما سمعنا من الجيش عزمه على احتلالها قال لهم أبو سهيل : يا شباب ستخسروا بجدّين ، أنا مستعد لإرسال أربعة شباب من أبناء القرية ليحتلّوها .
و كان اليهود يسكنون في غرفٍ من صفائح (تنك) حول قلعة جدّين من الخارج ، فنبّه أبو سهيل الجيش العربي أن هؤلاء اليهود عندما سيسمعون إطلاق الرصاص سيدخلون القلعة و يتحصنون فيها ، و القلعة حصينة جداً لا تتأثر بالأسلحة ..
لكنهم رفضوا اقتراح أبو سهيل و أخبروه أنهم لا يردّون إشراك أولاد البلد .. لكنهم استعانوا بأبي إبراهيم الكبير ، الذي رابط في كنيسة تشرف على جدّين و على الجبل كله ..
طوّق الجيش جدّين في الليل ، و أرسل قسماً من الجنود لنسف الجسور ، و كانت الخطة أنه في تمام الساعة الخامسة صباحاً إلا عشر دقائق يهاجم الجيش القلعة ، و في الخامسة و عشر دقائق ينسفون الجسور ، انتظر المرابطون عند الجسور حتى صارت الساعة الخامسة و الربع و هم يمسكون بالمناظير يرقبون مهاجمة الجيش للقلعة لكنهم لم يلحظوا أي حركة ، إذ كان الجيش ينام في الوعر ، عندها نسفوا الشوارع و الجسور ، فأفاق الجيش على الصوت و هاجموا القلعة و كان اليهود عندها قد هربوا إلى داخل القلعة ، لكن ثلاثة منا استطاعوا الدخول قبل اليهود و هما : إبراهيم شيطارة ، و محمود رشيد ، رشيد الشيخ يوسف ، و قتلوا 60 يهودياً ، و كانت من اليهود فتاة يهودية تحاول طلب النجدة من حيفا هاتفياً ، و كان الذي يردّ على هاتف النجدة (زكي كينا) من ترشيحا ، فقال لها : لن تصلكم أي نجدة لأن الجيش العربي يسيطر على الطريق من عكا إلى جدّين ..
و لما وصل الجيش العربي منتصف القلعة من الداخل و رفع اليهود شارات الاستسلام ، صاح بهم أبو إبراهيم الكبير «انسحاب يا عرب ، انسحاب يا عرب» فانسحب الجيش ، و أثناء انسحابه قتلت تلك الفتاة اليهودية 14 مقاتلاً من الجيش العربي ..
يذكر أن من قام بنسف الشارع و الجسور ليس من جيش الإنقاذ ، إنما هو أحد أبناء ترشيحا ، نصراني يدعى محمود حمود و لقبه الدقي ، قتل أربعة جنود في سيارتهم الجيب و استولى على بنادقهم .

معركة الكابري :
جاءنا رجل فلسطيني من عكا ، و أخبرنا أن اليهود خرجت لإيصال تمون إلى جدّين ، و طلب منا الاستيلاء على التموين الذي ينوون إيصاله بالبراشوت ، حيث كنا وقتها نطوّق جدّين بالكامل ، و قال لنا : "إذا لديكم قدرة اسبقوهم ، و إن لم يكن حيّدوا لهم الدرب لأنهم خرجوا بمصفحات و لا يوجد سيارات مكشوفة بينهم . عندها خرج بعض الشباب و وضعوا على الطريق شريطاً شائكاً لمنع الدبابة .. طبعاً من المستحيل أن يمنع «الشريط أبو الشوك» الدبابة ، و لكن قدرة الله فوق كل شيء ، إذ تدخلت قدرة الله و قُلِبت أول مصفحة حاولت أن تجتاز الشريط الشائك ، و لدى انقلابها أغلقت الطريق بالعرض ، كان الشارع يتجه شرقاً و غرباً ، و من الجنوب كانت هناك تربة مرتفعة عن مستو الشارع ، و من الشمال كانت البساتين أخفض من الطريق ، و قسمنا أنفسنا قسم في البساتين و قسم في التربة ، عطّلنا المصفحات ، لكن بقي باص مكتظ بالركاب لم يؤثّر فيه الرصاص ، فألقى رشيد الشيخ يوسف نفسه على الباص و طلب من السائق التوقف فلم يصغ له ، و كان على مقربة من الطريق «بابور طحين» قرب منزل عبد الكريم كريم، و كان البابور يعمل على المازوت ، فأشار رشيد إلى الشباب أن يلقوا باتجاهه أحد براميل المازوت ، و لما اقترب البرميل من الباص أطلق رشيد النار عليه فاشتعل و اشتعل معه الباص ، و على الفور تعلّق رشيد بأسف الباص ، و صار كلما نزل يهودي من الباص للهرب أطلق عليه النار من رشاشه و قتله ، إلى أن قتل 17 يهودياً ، و استمر رشيد أبو نمر إلى أن بقيت فتاة يهودية واحدة لم تخرج و لم تقبل الاستسلام إلى أن احترقت داخل الباص و ماتت . و غنم رشيد 3 رشاشات ، إلا أنه أخفى واحداً منها و سلم ساري بك اثنين ، إذ كان ساري يلزم الشباب بتسليم كلّ ما يحصلون عليه و لا يترك بحوزتهم أي شيء .
كانت الأطفال تشارك في المعارك و كادت النساء تغلب عدد الرجال في مشاركتها .. أذكر أن أمّ نمر زوجة رشيد حملت له صندوق الذخيرة إلى الجبل رغم المعارك الناشبة بين اليهود و الفلسطينيين ، و لما وصلت قالت له : "إجَتك أم نمر يا أبو نمر" ..كان أبناء قرانا يقسمون على قسمين ، جيش منظم ، و هو الجيش الذي تدرّب على استخدام السلاح ، و قسم دُعيَ السبيل ، و هو غير منظم .. و الحمد لله لم تمرّ علينا أي معركة لم نكسبها ، إذ لم نخسر في أيّ معركة .. لكن استشهد منا أحمد فارس ، كان يملأ عدساً ، ترك العدس و حمل بندقيته و استشهد ..

معركة العيد الكبير :
لغّمنا الشوارع و لم نخشَ الجبال إنما خشينا من الشوارع التي تستطيع المصفحات اجتيازها .. لذا لغّمنا الشارع على طول مسافة 3كم ، و على الشارع رابط الجيش المنظّم منا ، أما جيش الإنقاذ فلم يدخل ترشيحا و كان ممنوعاً عليه دخولها ، فقط نحن الذين خضنا المعركة ، و في هذه المعركة دمّرنا 7 مصفحات لليهود و استمر القتال ثلاثة أيام ، و في اليوم الثالث كان اليهود قد استولوا على تل أحمر من الفرقة اليمنية في جيش الإنقاذ ، فجاءنا اليمنيون و صلّوا الجمعة في ترشيحا ثم انطلقوا لاستعادة تل أحمر و قالوا : "تل أحمر لنا و نحن نرده" . و كان اليمنيون سريعين في المشي جداً .. و بعد يومين طلبوا منا مدّهم بثلاثين مقاتلاً ...

سقوط ترشيحا :
في آخر معركة كنا قد حفرنا الجبلين القريبين منا ، و بقي علينا حفر الجبل الثالث لعرقلة وصول المصفحات إلينا و لنصب كمائن لاصطياد اليهود ، و كنا نحمِل على الجمال أكياس رمل ، و لما وصلنا منتصف الطريق عند العصر ، هاجمتنا المدافع اليهودية من جهة عكا من البحر ، هربنا على الزيتون ، فلحقت بنا و قصفت أشجار الزيتون ، فأنزلنا حمولتنا و أطلقنا سراح جمالنا و التحقنا بالمعركة ، و لم نكن نملك سوى البنادق ، و استمر القتال حتى الساعة الثانية ليلاً ، كان رشيد و مجموعته يرابطون على التل ، و كانت اليهود تريد الاستيلاء على التل كي تحكم سيطرتها على البلد ، فذهب رشيد لتطويق التل قبل اليهود كي يخفّف الضغط قليلاً على مجموعته و إذا بيهودي يريد أن يفعل الشيء ذاته ، فصاح رشيد الله أكبر ، و علت صيحته فنزلت كالأمرّ مثل الصاروخ ، و صرنا نسمع كلمة الله أكبر على بعد 7كم ، و صار اليهود يضعون بنادقهم على أكتافهم و يطلقون الرصاص بالعكس باتجاهنا و يهربون ، ثم صاروا يرمون علينا معلبات بندورة ملغمة ، لكننا لم نمسّها حسب الأوامر التي أوعزت لنا ، و بعد انتهاء المعركة أخذنا أنا و رشيد نحصي قتلى اليهود لتسليمهم ، إذ كنا نفاخر بتسليم الجثث على عكس اليهود التي كانت تخفيها ، و فجأة جاءنا أبو أحمد محي الدين ، و سلاحه على الفرس فظننّا أنه قادم من نابلس ، فقال لنا : "ماذا تفعلون ، إذا متم الآن من الجوع لن تجدوا أحداً يطعمكم ، لقد احترقت بلدتكم ، و هي خاوية حالياً ..لا يوجد فيها أي شيء حي ، نساؤكم أخذن الأطفال و غادرن البلدة" ..
كان جيش الإنقاذ قد أخبرنا أنه سيمدّنا بـ 800 جندي ، و فعلاً أحضروا لنا 800 جندي و وضعوهم في منطقة الصفصاف ، لكنهم لم يخبروهم أن هذه الجهة فيها عرب ، و تلك الجهة فيها يهود ، لذا و أثناء عبورهم الطريق الذي يقع في جهة اليهود قصفتهم اليهود و أجهزت عليهم جميعهم فلم ينجُ منهم أحد .

رحلة اللجوء :
علمنا أن جيش الإنقاذ انسحب من المنطقة فخرجت الناس و عائلتي من بينهم و اتجهوا إلى لبنان ، فلحقنا بهم إلى لبنان و هناك علمنا أنهم اتجهوا إلى حلب بواسطة القطارات فلحقنا بهم إلى هناك .. و التقينا في حلب ..
و لما وصلنا حلب أسرعت لملاقاتي ابنتي سميرة و كانت تحمل أخاها على ظهرها فسقط منها على الأرض أثناء ركضها لملاقاتي .. كان الفلسطينيون يسكنون في مخيم النيرب في براكسات ، و كان الشعب السوري يوزّع الإعانات و الطعام على الفلسطينيين ، ثم تلاه الصليب الأحمر .
لم نكن نملك أيّ شيء ، احتجنا لإناء كي نطبخ و لبعض الأغراض و كان ممنوعاً على الفلسطينيين مغادرة المخيم إلا بتصريح للخروج يتم تسليمه عند الدخول ، و كانت التصاريح صعبة جداً ، و تعذّبنا كثيراً حتى حصلنا عليها لشراء ما يلزمنا ..
مكثنا 6 شهور في حلب ثم عشنا فترة مماثلة في المعرّة بمحافظة إدلب (وسط سورية) ، ثم انتقلنا إلى مخيم حمص .. و كان الصليب الأحمر يتولى إعانتها الغذائية ، ثم استلمت توزيع الإعانات علينا الأنروا .
سكنا في مخيم حمص في مهاجع غير مقطّعة ، و كنا كلّ 16 عائلة تسكن مهجعاً واحداً ، ثم قطعوا المهاجع إلى غرفٍ ارتفاعها مترين ، و مساحتها 6 أمتار مربعة ، و بقينا في هذه الغرفة عدة سنوات ننام و نغتسل و نطبخ فيها ، ثم بنينا غرفة مجاورة لها ، ثم في عام 1972 استطعنا شراء قطعة من الأرض و بناء منزل فوقها .. و الحمد لله .
و لدى سؤاله عن رؤيته للمخيم و رأيه به قال : "يجب أن يظلّ الفلسطينيون في المخيمات إلى أن تحين عودتهم إلى فلسطين ، لقد أصبح المخيم بلداً مؤقتاً لنا إلى أن نعود ، فعودتنا مؤكدة بإذن الله و لا عوض لنا عنها مهما مرت السنون و طالت" .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توثيق للتاريخ الشفوي (لن ننسى فلسطين) 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همسات دافئة :: بلادي :: 

 :: ◄♥♥ فلسطين ♥♥►
-
انتقل الى: