فـــلا داعـــي لــلــحــزن و الــكـــدر
ذات يوم صعقني أسوا خبر
كسهم في عمق قلبي إستقر
رحلت الغالية أعزّ البشر
في لحظة كانت كلمح البصر
بدون أن أرى وجهها العطر
لتفارق هذا العالم القذر
فكيف يحلوا بعدها السهر
لأناجي النجوم و أخاطب القمر
وكيف يشدو القلب و يعزف الوتر
و ترقص الروح ويتبسّم الثغر
آه منك ما أقساك يا قدر
لقد جعلت حزني كل يوم أكبر
لكنّ عزائي أنـّني يجب أن أصبر
*******
نعم إنها أغـلـى البشر..
حنانها دفئ يتدفـّق من قلبها العطِر
و حبها ينبوع صاف كقطرات المطر
من رضاها يتبرعم الأمان المستقر
و من تحت قدميها لنا جنة القادر المقتدر
نور عطائها الباذخ سطع كالقمر
و عطفها الزجل بين الرّيحان قد أزهر
فلا تحزن أخي الغالي على قرار القدر
سنلتقيها في الجنّة بإذن البارئ المصوّر
و تعود لأحضانها كالطفل الصغير المدلـّل
تسقيك بيدها عينا سلسبيلا،،
و تغذي قريحتك بكلامها المعطر
دعاؤنا لها بالرّحمة و المغفرة فما
أنقى من دعاء الولد الصالح أن يا رب اغفر
إنّما هي الحياة تمضي و قدرنا عليها مسطر
تركض لا تنتظر! فلا داعي للحزن و الكدر
ٍفلا داعي للحزن و الكدر