إمبراطور فرنسا في الفترة من 1852 - 1870م الإمبراطورية الثانية وكان مسايرًا للتغيرات السياسية الأوروبية الهامة عن كثب.
بداية حياته.
ولد نابليون في باريس. وهو ابن لويس بونابرت. ملك هولندا وأخو نابليون الأول. نفى قانون فرنسي صدر عام 1816م أسرة بونابرت من فرنسا، وقضى لويس نابليون شبابه في إيطاليا وألمانيا وسويسرا. أصبح ربّ أسرته عام 1832م. ارتبط بمجموعات ثورية أمثال الكَربُونَاري في إيطاليا. حاول الإطاحة بحكومة لويس فيليب الملكية عام 1836م في ستراسبورج، وعاود محاولته في بولونيا عام 1840م.
سجن في حصن اسمه هام عقب المحاولة الفاشلة عام1840م. لكنه فر إلى إنجلترا عام 1846م، وخلال هذه السنين كتب الأفكار النابليونية
(1839م)، جاعلاً من سيرة عمه الشهير مثلاً، كما كتب انقراض الفقر
(1844م)، مقترحًا العمل على وضع حد للفقر والألم.
نابليون الإمبراطور.
عندما أدت ثورة 1848م إلى ظهور الجمهورية الفرنسية الثانية، رجع لويس نابليون وتم انتخابه في المجلس. وبفضل شهرته انتخب رئيسًا وفاز بخمسة ملايين ونصف المليون صوت من سبعة ملايين ونصف المليون مقترع. وأدى اليمين للجمهورية، وفي شهر ديسمبر 1851م، استطاع أن يجمع كل الصلاحيات بين يديه وأعلن نفسه إمبراطورًا عام 1852م.
ظهرت سياسات نابليون الداخلية وقتها متضاربة، حيث حكم حكمًا دكتاتوريًا، وكان محاطًا بمغامرين غير أمناء. ورغم إمكانية تصويت كل الرجال، إلا أن سلطات الهيئة التشريعية كانت غير نافذة كما فُرض على الصحافة عدم نشر أي مناقشات.
وفي الوقت الذي تحول فيه نابليون بعد 1860م إلى تكوين إمبراطورية ليبرالية، كان الوقت قد فات. وفي عام 1869م نشر ليون جامبيتا بيان بلفيل
، مُطالبًا بالديمقراطية الجذرية. وقتها أدرك نابليون مشاكل عصر الصناعة. وأُطْلِق عليه اسم اشتراكي على صهوة الفرس. ومنح مساعدة حكومية للصناعة والمصارف والسكك الحديدية والفقراء.
الشؤون الخارجية.
كان نابليون من الأوائل الذين اقترحوا نزع السلاح العالمي وحاول تسوية الخلافات من خلال مؤتمرات دولية وتعاطف مع المطالبين بالقومية. وأدى دورًا بارزًا في مد يد المساعدة لاستقلال رومانيا وتوحيد إيطاليا، وعن غير قصد توحيد ألمانيا.
عندما أصبح نابليون إمبراطورًا، أعلن أن الإمبراطورية تعني السلم، في حين قاد فرنسا نحو سلسلة متتالية من المغامرات الفاشلة في بلدان أخرى. وفي عام 1849م ساعد نابليون على إسقاط الجمهورية الكاثوليكية وإعادة البابا. كما أنه التحق بإنجلترا وتركيا عام 1854م في حرب القرم ضد روسيا. ووعد سرًا عام 1859م بمساعدة الكُونت دي كافور على إخراج النمساويين من إيطاليا؛ مقابل التعهد على تسلّم نيس وسافوي. انظر: كافور، الكونت دي
. غير أن نابليون انسحب من الحرب، عندما رأى وجوب توحيد إيطاليا، بدلاً عن تكوين كونفدرالية ضعيفة. وحاول مساعدة الشعب البولندي في ثورته عام 1863م ضد روسيا لكنه لم ينجح. كما دعم برنامجًا جعل من ماكسيمليان إمبراطورًا للمكسيك عام 1864م. ود نابليون رفع مقام فرنسا ولكن الضغط الأمريكي عام 1867م أجبره على سحب جنوده وترك ماكسيمليان ليقتل رميًا بالرصاص.
انهزامه.
سعى أوتو فون بسمارك، رئيس وزراء بروسيا ووزير الشؤون الخارجية، نحو قضية مشتركة لتوحيد ولايات ألمانيا المشتتة. ومنح نابليون بسمارك فرصة، بمحاولات سرية لضم راينلاند ولوكسمبرج وبلجيكا. وعندما عُرفت هذه التحركات، سببت سخطًا كبيرًا في ألمانيا. عبأ بسمارك الرأي العام الألماني وقاد فرنسا إلى الحرب الفرنسية ـ البروسية عام 1870م وأنشأ الإمبراطورية الألمانية.
استسلم نابليون في سيدان يوم 2 سبتمبر 1870م مع 80,000 جندي. وأسقط الثوريون الإمبراطورية يوم 4 سبتمبر 1870م.
توفي نابليون الثالث في تشيزلهيرست، بإنجلترا بعد ثلاث سنوات من سقوط إمبراطوريته.