تلألأت في عيناها دمعه ... ناءت بحملها الأهداب والجفون .....
فتساقطت في تهالك ... مددت يدي مسرعا لالتقاطها على راحتي ....
أغلقت عليها كفي وأنا أنظر لوجهها الذابل ...
وتأبى دمعتها الا أن تتقطر من بين أصابعي ....تسقط على صدري ...
شعرت بها تتخلل ملابسي .... تتغلغل في خلايا جسدي ....
وتصل لقلبي ضارعه : أرجوك ... لا تتركني ...
انتفض قلبي في عنف وأنا أنظر لدموعها التي حبستها بقوه ....
وفي ذبول أدارت وجهها عني .... متمتمه في جزع : ارحـــــــــــــل
هيا ابتعد .... ما عدت تعنيني في شيء ... ألم تود فراقي بعد كل حبي لك ...؟؟
هيا اذن ارحل .... لا اريد رؤيه وجهك بعد اليوم ....
واستدارت لترحل .... فشهقت في جزع ....
ركضت ورائها .... رجوتها لتبقى .... بلا فائده ...
نعم لا فائده ... فقد تركتها أنا بارادتي من البدايه
متعاليا على اخلاصها في حبي ....
أسندت رأسي الى شجره ملتقانا ... التي كنت أنعم عندها بحبي لها وبحبها لي ...
مازلت أنظر الى المجرى الذي حفرته دموعها على راحتي ......
وآثار دموعها على قميصي .... ولأول مره في حياتي أبكي ...
تنساب دموعي وأنا أحدث نفسي ...
ماذنبها تلك البريئه فيما فعلت بها ... لم قسوت عليها ...؟؟
لما سلكت طريقها ثم أتركها هكذا ......؟؟
شعرت بخنجر بارد يغوص في قلبي وهو يهتف بي : لأنك غادر ماكر
رجوتك ألف مره ألا تقتلعني وتبدلني أحجارا صماء ولم تسمعني
ألاف الفتيات فعلت معهن نفس الشيء ....
الأجدر بك اذن ان تنساها وتعود من دربك الموحش ...
وينتحب هاتفا : لقد أحببتها بصدق ... تلك هي الوحيده التي تربعت على عرشي ...
ظننت منك أنك تحبها بعمق .... همساتكط الدافئه في أذنيها
تلاقي الأكف وقت الغروب ....... الا أنك كما أنت لن تتغير ....
وصرخت : كفاك قلبي ..... كفاك ...
لا تتحدث ... اصمت أو لأنزعنك من صدري نزعا ...... فيصمت قلبي راغما ..
وينزوي باكيا في صمت ...
وتموت شمس اليوم باكيه هزيله .... تاركة خلفها بساطا أسود داكن
توسدته نجوم ثكلى .... فقدت بريقها ......
تتشكل لتكتب اسم الفتاه في جزع ... ثم تتراجع لترسم مجرى دموعها على كف الفتى ..
وفي شرود قام من تحت الشجره .... سيبحث عن محبوبته ....
لقد قرر أن يعود عن الطريق .... يطرق بابها ويحلّقا معا في عوالم السعاده....
وهتفت الشجره الباكيه ... اسرع انها لم تبتعد .....
ويتراقص قمرا مريض ..... على أضواء شموع أنارت قلب الفتى ....
ويبدأ الكون في تدوين قصائد العشق ....
سيعود الحبيبان .... ماعنده شك أنها سترفض عودته ...
لقد ندم وقرر أن يؤب اليها بلا بعاد ولا فراق ....
وبينما كان الفتى ينسج أحلامه .......
كان القدر ينسج أستار نهاية تلك القصه .... وينسج معها أكفان الفتاه ......
فبعد فراقها للحبيب ..... سارت الفتاه بعيدا عن شجره حبها ....
تاركة مجرى دموعها على كف الفتى وصدره ...
جلست تبكي وتنتحب ...
هالها أن تفقد الحب وهي أميرته ....
أفزعها أن يتمزق قلبها في أولى حكايا حبها البريء ....
فتساقط عمرها كألف خريف .....
ونظرت الى السماء .... كما كان ينظر الفتى .....
ومرض القمر بعد توقفه عن الرقص ....
وسكنت ألحان السعاده والوفاء ....
وأفسحت الطيور الحزينه طريقا نحو الفتاه ....
ليقبلها الموت قبلته الأخيره .....
وترفرف روحها تطوف بشجره حبها .... تبحث عن الفها لتودّعه...
وبينما كان على بعد خطوات من جسدها الغض المهرق ....
وعندما انحنى يهمس في اذنها بأولى كلمات الرجا ....
همس طيفها في أذنيه ....... وداعــــــــــــــــــــــــــ ــــــا...
لتتركه صارخا ... يحاول ابقائها .... يضمها لصدره ...
يجاهد لاستبقاء العهود ......
ولكن قبلة الموت كانت أسرع من توبته ....
وتمر الأيام بطيئه كسلحفاه هزيله .....
والكون هاديء متلفح بالسواد ...... ليلقي دموعه فوق قبر صغير ...
قرب شجره هرمه ذابله ....
وطيور تشدوا بصوت رخيم باكي ..... وهي منكسه الرؤس مكسوره الأجنحه ......
والنجوم المتلاشيه تمحو اسما كتبته يوما بالدماء...
لفتاه سكنت هذا القبر ...
وبقربها جلس الفتى يحتضن قلبه الملتاع ......
يمسح دموعه وينظر الى القبر ...
ودون أن يشعر تفلتت دمعه من عينيه .....
لتسلك نفس مجرى دموع حبيبته على راحتيه ....
وتندفع نحو الأرض لتروي شوكه فراق جديده نبتت في غابات العاشقين.........
،،
،،
،،