نحن نكتب ونرسم ونقرر معتقدين أننا عقلاء على الورق
لكن..الحب والمنطق لا يلتقيان إلا في عالم المثل
قبل اليوم..
كنت أظن أننا لا نفعل إلا ما يمليه العقل علينا..حتى في الحب
لم أكن اعلم أننا لا نقدر على المضي قٌدما دون جنون..
اليوم فقط علمت لماذا أوراقي كانت بيضاء منذ أيام طويلة
ولماذا حروفي لا تدب فيها الحياة
ولماذا أيامي مبعثرة تماما كأفكاري
فمنذ أن كتبت عنك آخر جملة
لم ارتشف قهوتي إلا هذا المساء
ولم أقبل صورتك إلا هذا المساء
عودني حبك أن أقيم للكتابة سهرة مثيرة
تتزين كلماتها في حضرتك
وتتسلل في ذكرك حافية القدمين عطشى الشفتين
بطيئة الخطى عمدا..تواصل الرقص انحناءا
تحاول أن تستلب قلبك من تحت قدميك
اشعر أن الكلمات تغويني هذه الليلة حد الجنون
تغريني حد الدهاء
يجرفها تيار الأنوثة وتتمنى أن تضم حروف اسمك من الخلف
لهذا..ألبستها فستانا عاريا يفوح منه عطر الاحتضان
أعلم انك في الحب مؤدب
وأن بوحي قد يستدرجك إلى التمرد
لكن حضورك يوقظ أنوثتي
وصوتك يثير جنوني
بل يجردني من كل أسلحة العقل حتى عندما يمطر ثورة..
لا تنس أنك منحتني أمس الحق في اختيار ما اكتب
وها هي الكلمات التي لا تتقن فن العوم
تنتفض كسمكة خارجة لتوها من قاع البحر
بثياب مبللة تأبى إلا أن تجف بين يديك
كان يمكن ألا تكون قصتي اليوم وقبل اليوم وغدا
لكنك لم تترك للقلم مساحة أخرى ولو صغيرة
يمكن أن يتسلل منها شيئا آخر غير حبك
فلا تستغرب من هذا الطعم الملتهب للكتابة
فانا هنا ابحث فيك عن مطفأة لحرائقي
هل تذكر؟
كنت أريد أن أقول لك شيئا اليوم..
لكن.. احتراما لتعقلك ادعيت النسيان
فالحب في حضرتك مفصل على ثوب مقاسه العقل
كنا نفهم بعضنا كثيرا في صمت متحالف
وكنت تعلم أنني أتحرق عشقا بعد زمن من الظمأ والانتظارخجلت حينها أن أسرق من محفظة قلبك ورقة مشاعر عنوة