عندما يراود أجفاننا شبح النعاس .. نهرب من هموم
يوم طال إلي أحضان ليلٍ يسدل بوشاحه على وجه
الدنيا .. فيغرينا بدفء الاغطية ونعومة الوسائد ..
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
رحل النهار .. وها قد جاء الليل يحمل بين
جنباته هدايا مُغلّفة بنفحات النوم ومُداعبات النعاس..
يبدأ النعاس بالغزل .. يسير الي الاهداب .. يتفّنن في
أغرائها واحتضانها ...
وعندما تشتعل فتائل نيرانه
يقوم بإطباق فمه على اهداب العين وتقبيلها ..
وهنا تبقى اجسادنا رهينة الاغطية والوسائد ..
وترتحل أرواحنا الي عالمٍ مليء بالالوان .. مزركش
بالصور .. متراقص بالوجوه .. ومتغنّي بالاحداث ..
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
نعم نحن الآن في عالم الاحلام المرئي لكل نائم ..
المرئي لكل من سرقته غفوة الوقت من عالمه المادي
وما لنا في عالم الاحلام المرئي بين أبواب الاهداب
المُغلقة ...
دعونا نرحل الي عالم احلامنا الحقيقي ..أحلام
المستقبل .. أحلام الامل .. أحلام الامنيات
والطموحات ..
كثيرة هي الاحلام ..احلام نُسجت على مغازل الوقت
وأطلّت على فيافي العمر .. وتلوّنت على مراكب الامل..
أحـــــــــــــــــــلام الطفـــولــــــــــــــــــــة :::
هناك وعلى تلك البقعة من الماضي وفي تلك اللحظة
من الزمن .. كنا اطفال نتسابق على الطرقات ..
نتأرجح على اراجيح العيد .. نرسم نُلوّن لوحاتنا ..
نضحك .. نبكي .. نتخاصم .. نتسامح ..
كانت البراءة عنوان لعالمنا الطفولي المُشعة بالبريق
في سويداء العيون ..كنا اطفالاً صغاراً أحلامنا وردية
مُعلّقة في ملاعب الصغار .. وكانت احلامنا صغيرة
وبسيطة .. احلام اللعب والضحك والمرح .. حلمنا ان
نكبر وأن نصبح نجوم عالمية الكل يعرفنا ويحبنا ..
وحلمنا أن نرتدي المراييل البيضاء وسماعات
الفحص لنعالج كل الفقراء والمحتاجين وبلا مُقابل
وحلمنا ان نكون معلمين نعلّم ونعطي الدروس ..
وحلمنا ان ندافع عن كل المحتاجين ونُرجع لهم
حقوقهم من وراء قبعات المحاماه والقضاء ..
حلمنا .. وحلمنا .. وحلمنا .. ومنا من حقق
احلام طفولته المستقبلية .. ومنا من فاته القطار
وترك احلامه في محطات الماضي ذكريات لم تكتمل..
حقاً إن احلام الطفولة لهي ..
احــــلام مــن خلــــف شرفـــــات الزمــــــن ..
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
أحــــــــــــــــلام الــــدراســــــــــــــــــــــة :::
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
كنا هناك على تلك الادراج بمراييل مدرسية .. نحمل
كراساتنا وحقائبنا .. نُشكّل حروفنا ونتابع سطورنا ..
ومن وراء حروف الكتب كانت تصطهج في اعماقنا
تلك الاحلام الخلابة ..
احلام تُعانق شهادات النجاح .. واحلام المراتب
الاولى .. حلمنا ان نُنهي دراستنا الثانوية وننتقل الي
الجامعية .. كنا نهرب في خيالنا الي حدود الشمس
نزرع امانينا .. ونحلم بمستقبل جميل يفتح لنا ذراعيه
حلمنا .. وحلمنا .. وحلمنا .. منا من حقق احلامه
الجامعية .. ومنا من تكوّر على نفسه وتقوقعت
أحلامه في دوامة الحياة لتُصبح احلامه الدراسية
احــــــلام مــــن خلـــــف شرفــــــات الزمـــــن ..
تقطّرالشوق في دقات القلب .. وارتسمت المشاعر
في الشرايين .. فكانت الابتهالات الوجدانية ولقاء
المُحبين تحت غيمة الحب .. وفي سماء العشق ..
الحب كان المُتكلّم الرسمي في زمن الحب ..وكان
المُحرّك الاساسي للأمل والطموح والاحلام ..
كانا يرتحلان وفي كل يوم الي قوافل الحب
والشوق والرومنسيات .. يختصرا المسافات في
أحلامهما .. كانا يحلمان في بيتٍ صغير فيه
ضوء خافت .. وستائر مخملية .. وسجادة حمراء ..
ووسائد بيضاء .. وفراش وردي ..
كانت احلامهما
وردية ..أن يعيشا سوياً وبعيد عن العالم الفوضوي ..
فوق جزيرة بحرها من الحب .. واشجارها من
الشوق ..واصدافها من اللهفة .. ومراكبها من المودة
ومضت الايام وكبرت الاحلام .. واصبحت احلامهما
تُعانق شروق الشمس .. وتُخيّم في عباءة الليل ..
وتدخّلت الاقدار وفرضت عليهما الفراق
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
دروب اسفار وترحال .. ذكريات راحلة مع
رحيل حلم البيت الصغير في قلوب المحبين .
احلام الحب الكثير حققوها .. والكثير فاتتهم
محطات الاحلام وفرّقتهم عن احبابهم .. فبقيت
احلام المحبين براعماً ورحلت مع رحيل الربيع فكانت..
أحــــــــــلام من خلــــــــف شرفــــــات الزمـــن ..
تكبير الصورةتصغير الصورة
احــــــــــــــــــلام الحـــــــــــــــــــــــريــــــة :::
تحت القصف الناري والقنابل المُسيلة للدموع..
وفوق العشب الاخضر المُدمّى بدم الابرياء .. وتحت
سماء اُحتلَّ فيها قمرها وشمسها .. تهيّضت ملايين
الاحلام المُدماة والمعطّرة برائحة المسك من عطر
الابرياء .. أحلام في هوية إنسانية .. أحلام في وطن
مستقل ..أحلام في عاصمة يملؤها الحب والسلام
والامان .. أحلام في حرية كل حبة رمل ..
تكبير الصورةتصغير الصورة
أحلام مُستنزفة من قلوب إستنزفت الصبر والدموع ..
تحت تلك السارية دُفنت ملايين من جثث الابرياء ..
ودُفنت معهم احلامهم ..بشوارع مضاءة بالسلام
ووطن حر .. وسواقي تتهدّل عليها أجنحة الحمام ..
اصبحت احلامهم احلام منسية ومدفونة بين اكفان
الابرياء والشهداء .. حلموا .. وحلموا .. وحلموا ..
الكثير منهم حققوا احلامهم .. والكثير ضحّوا
بأرواحهم لتتحقق أحلام غيرهم .. والكثيرين ما زالوا
منتظرين صفارة الحرية وراية السلام .. وما زالت
الاحلام تتكوّم بالنفوس .. احلام الحرية ..
احــــــلام من خلـــــــــف شرفــــــــــات الزمــــــن ...
أحـــلام مبعثـــرة .. مشتتـــه .. راحــــلة ..
دوامة الحياة لهي متجددة .. تأخذنا في طياتها
وتُبعثرنا وتُشتتنا وتجمعنا وتُفرقنا ...
مئات من القلوب تعلّقت بكثير من الاحلام ..
احلام دنيا غير دنيانا .. واحلام رياض غير رياضنا
واحلام وجوه غير وجوهنا ..
تأمّلوا وناضلوا ليصلوا بطموحهم الى ذروة تحقيق
الحلم .. وفجأة إستيقظ ذاك الحالم على صوت مبحوح
يقول له :: أنت في حلم ولا يحق لك الاستمرار
إذا اردت أن تُكمل حلمك عليك بالاصرار على العمل
والمثابرة من اجل تحقيقه ..
وتفرّقت احلام البعض على منعطفات الطرق
وضاعت الاحلام بين اصابع القدر ..
كنا صغاراً واحلامنا مُقيّدة لم تحملها هياكل السفن
الورقية .. وكبرنا وكبرت آمالنا واحلامنا ..
فلم تتسع دنيانا لها .. فكأن الحلم بقى حلم ..
محظوظين من ابتسمت لهم الحياة وحققوا احلامهم
ومساكين من كشرت بوجههم الحياة وقتلت احلامهم..
نحن مثل سرب من الطيور .. نجتمع ونرحل ونودّع
بعضنا ,, شاهدين على محطات الحياة .. مخلّفين
أحلام أحببناها .. ومُحققين البعض منها ..
حقاً إن احلامنا لهي ..
تقبلوا تحياتي