السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطفل .. والخوف
تنتاب الأطفال الصغار من وقت إلى آخر حالات من الخوف قد تتطور لتصبح نوعاً من الخوف المرضي، ولذلك عندما يخاف صغارنا نجد أنفسنا نتفاعل مع مخاوفهم إما بتهوين أو بتهويل.
وظاهرة الخوف حالة نفسية تعتري الصغار والكبار، والذكور والإناث وقد تكون هذه الظاهرة مستحبة إن كانت ضمن الحدود الطبيعية لدى الأطفال، لأنها تكون وسيلة في حماية الطفل من الحوادث، وتجنبه كثيراِ من أخطار.. ولكن إذا ازداد الخوف عن الحد المعتاد، وتجاوز حدود الطبيعة.. فإنه يسبب في الأطفال قلقاً نفسياً، فعنده يعتبر مشكلة نفسية تجب معالجتها أو النظر فيها.
يقول المختصون بعلم نفس الأطفال: (إن الطفل في السنة الأولى قد يبدي علامات الخوف عند حدوث ضجة أو سقوط شيء مفاجئ أو ما شابه ذلك، ويخاف الطفل من الأشخاص الغرباء اعتباراً من الشهر السادس تقريباً، وأما الطفل في سنته الثالثة فإنه يخاف أشياء كثيرة من الحيوانات والسيارات والمنحدرات والمياه وما شابه هذا. وبوجه عام فإن الإناث أكثر إظهاراً للخوف من الذكور، كما تختلف شدته تبعاً لشدة تخيل الطفل، فكلما كان أكثر تخيلاً كان أكثر تخوفاً).
أسباب والخوف وعواملها عند الأطفال
1- تخويف الأم وليدها بالأشباح أو الظلام أو المخلوقات الغريبة.
2- سرد القصص الخيالية التي تتصل بالجن والعفاريت.
3- دلال الأم المفرط، وقلقها الزائد، وتحسسها الشديد.
4- تربية الولد على العزلة والانطوائية والاحتماء بجدران المنزل.
5- الصراع القائم بين تطور شخصية الطفل الذاتية وشخصيات وانطباعات الأهل والمدرسين والنظراء والقرائن المحيطين بالطفل.
6-الخوف عن طريق الإيحاء.. بمعنى أن الطفل قد يستقي تلك المخاوف من أهله أو ممن يخالطونه من الكبار عن طريق الإيحاء... ويشمل ذلك الخوف من النار والأشياء الساخنة والسيارات والحيوانات.
7- الخوف عن طريق التهديد بالعقاب إذا لم يستجب الطفل للتغذية، أو نتيجة لتهديد الأم بترك طفلها وحيداً.
8- الأزمات العا ئلية والأسرية، فالقلق قد ينشأ في حياة الطفل نتيجة لعدم صفاء الجو الأسري خاصة تلك المشاحنات التي تنشب بين الوالدين بحضور أطفالهما، فيفقد الطفل احساسه بالأمن الذي يستمده من والديه مصدر الحب والحنان ومبعث القيم والمثل العليا.
· علاج الخوف
ولعلاج هذه الظاهرة في ا لأطفال تجب مرعاة الأمور التالية:
1- تنشئة الولد منذ نعومة أظافره علي الإيمان بالله، والعبادة له، والتسليم لجنابه في كل ما ينوب ويروع، ولاشك أن الولد حين يربى على هذه المعاني الإيمانية، ويعود على هذه العبادات البدنية الروحية.. فإنه لا يخاف إذا ابتلي.. ولا يهلع إذا أصيب.. وإلى هذا أرشد القرآن الكريم حين قال:"إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً، وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون"سورة المعارج:23
2- الحب والتفاهم والتحاور والحنان والاحترام من جانب الأسرة هي أفضل الوسائل لتجنب الخوف لدى الأطفال فالحوار واحترام وجهة نظر الطفل وآرائه وانفعالاته مدخل الثقة بنفسه.
3- يجب على الأم أن تعرض طفلها لخبرات حياتية ومواقف تتناسب مع قدراته وإمكاناته النفسية،و تعطيه الوقت لكي يستوعب هذه الخبرات.
4- يجب أن نحترم لحظات ضعفه بالحنان لا بالتأنيب والتقليل من شأنه خصوصاً بين الآخرين.
5- إعطاؤه حرية التصرف، وتحمل المسؤولية، وممارسة الأمور على قدر نموه، ومراحل تطوره. ليدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
6- عدم إخافة الولد - ولاسيما عند البكاء- بالغول والضبع، والحرامي، والجن،والعفريت.. ليتحرر الولد من شبح الخوف وينشأ على الشجاعة والإقدام.. ويدخل في عموم الخيرية التي وجه إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"فيما رواه مسلم":"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
اتمنا الموضوع ينال اعجابكم