السبب مُدرسة الدين

اعتاد كل يوم بعد العشاء أن يدخل غرفته الخاصة ويجد فيها كأسه وشرابه، وذلك بعيداً عن أنظار الأسرة إلّا أنّ الزوجة المسكينة صابرة على (فساده)، لأنّها تعلم ماذا سيكون حاله بعدما يسكر !!. ومن وفائها
أنّها تستر على زوجها ولا تخبر أبناءها بفعل أبيهم القبيح، راجية من الله له الهداية ليقينها أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن. وفي ليلة من الليالي دخل الوالد (السكير) حيث يظّن أنّه لا يراه أحد ونسى أنّ الله مطلع على الأحوال كلها {أَلَمْ يَعْلَمْ بًأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14] فلما هيأ الأمور، وجلس على كرسيه ليأخذ كأسه ليشرب دخلت عليه طفلته الصغيرة ورأت الكأس بيد والدها فزجرته بقولها : (يا ابتي حرام حرام). الأب: قام من كرسيه لظّنه أنّ زوجته أرسلتها لتبليغ الرسالة. فقال: (ما هو الحرام يا ابنتي). البنت: حرام يا ابتي تشرب بشمالك لازم تشرب بيمينك، معلمة الدين علمتنا هذا. الأب: صحيح يا ابنتي، إذهبي الآن ولن أشرب المرة الأخرى إلّا باليمين (وخرجت البنت). حدّث الأب نفسه حرام أشرب بالشمال وأنا أشرب الخمر وهو (أبو الحرام). فجأة سمعت الزوجة صوت تكسير للزجاج من داخل الغرفة فسارعت لغرفة الأطفال، هدأت الأصوات فخرجت، فإذا الرجل داخل الحمام وصوت المياه يعلو، ذهبت ثم رجعت فرأت ما لم يخطر ببالها، الزوج على سجادة الصلاة يرفع يديه بالدعاء والدموع تسيل من عينيه، فالتفت إلى زوجته وقال: (لقد أعطتني ابنتي أكبر درس في حياتي) وأنا أعلنها توبة لله. كم نحن بحاجة لمعلمين ومعلمات يتقنون التربية والتوجيه وغرس القيم مع التعليم والتدريس. فالمهمة التربوية ليست خاصة (بمدرسي التربية الإسلامية) ولكّنّها تعم كل معلم ومعلمة بأي مادة كانت