البَيان رَقم 1 للّجان الشّعبية لدَعم الانتِفاضَة بتونُس:
أيّها الشّعب، حَذارِ مِنَ المُؤامَرة الّتي يَحبكُها بن عَلي مَعَ مُستَشاريهِ الحَقيقِيّينَ في "إسرائيل" وباريس وواشنطُن.
أيّها الشّعبُ التّونسيّ الأبيّ، حَذارِ ... إنّهُم يُريدونَ أن يُجهِضوا انتِفاضَتكَ المُبارَكة، بمُؤامَرتهِم الخَبيثَة ومُحاوَلتِهم الأخيرَة لإنقاذِ ِدكتاتوريّتِهم المُتهاويَة، فَما طَرحَهُ الطّاغية، يُمثّل الحَلقَة الأخيرَة مِن سيناريو خَطّطَه مُستَشاروهُ الحَقيقيّينَ في تَل أبيب وباريس وواشنطن، بَدؤوهُ بخَلقِ الفَوضى الخَلّاّقة لتَشويهِ الحَركَة الاحتِجاجيّة، عَن طَريقِ العِصاباتِ المُنظّمة، ودَفعِ الأوضاعِ إلى التدمير المصحوب بقتل الجماهير والمواطنين العزل لبعث حالة من التذمر والرّعبِ والخَوفِ منَ المَجهول ومِنَ التّقاتُلِ.
وانتَهى بالبَيانِ الخِدعَة الّذي أعادَ فيهِ الوُعودَ الكاذبَة الّتي طَرحَها في انقِلاب 7 نوفمبر 87، وذلكَ بَعدَ أن جَهّزوا جَيشاً منَ التّجمُعيّينَ ورِجالِ الأمنِ الخاص -بزيّ مدنيّ- أنزَلوهُم للشّوارعِ في جنحِ الظّلام لتِكرارِ المَسرَحيّة ((((بإخراجٍ رّديء)))). وقَد اختاروا تَوقيتَ الظّلامِ وبَعد تَوقيتِ مَنع ِالجولانِ ليَنفَردوا بالشّارعِ ويَخدَعوا الجَماهير ...
جَماهيرَ َشعبِنا المُجاهِد.
لا تَدَع أعداءَكَ يَغتالونَ انتِفاضَتكَ المُبارّكة مَرّة أخرى، وعَلى يَدِ من سَفكَ دَمكَ وسلبَ حُرّيتَكَ وَسرقَ ثَروَتكَ الوَطنيّة وهُوَ يُحاولُ أن يَمدّ نَفسَ يَدهِ المُشوّهة بدِماء الشّهداء، لتُنقذَهُ منَ السّقوط والتّهاوي.
إنّها مَرحَلة تاريخيّة حاسمَة في مَصير تونُس، سَنُحاسَبُ عَلَيها مِن قبَل الله والشّعب، إن فرّطنا فيما ضَحّى مِن أجلَه الشّهَداءُ الّذينَ سَقَطوا –عَلى مَدى رُبعِ قَرن- عَلى يَد هذا النّظامِ البائِد المُجرِم، المُتحالِفِ مَعَ الصّهيونيّة وعِصاباتِ المافيا والنّهب والمُخدّرات، والّذي سيُواصلُ مَسيرَتهُ الدّمويّة في الانتِقامِ والتّقتيلِ والإجرامِ ومَسخِ الهويّة العَربيّة الإسلاميَة لهذا الشّعب، إن استَقرّ لَهُ الوَضعُ مَرّة أخرى.
فَلا تَتنازَلوا عَن حُرّيتِكُم وكَرامَتكُم، فالدّكتاتورُ يحتضر، ولتَستَمّر الانتِفاضَة وليَتَواصلَ العِصيانُ المَدنيّ وَفاءً للشّهَداء، وحتَى يتَحقَق النّصر بإذن الله ...