القرآن حين يتحدى فإنه لا يمكن أن يأتى بمعجزة لايعرف عنها الخلق شيئا ... فأنت لاتتحدى كسيحا فى سرعة المشى ... ولا شيخا كبيرا ضعيفا فى حمل الأثقال ...ولكن التحدى يجب اأن يكون لمجموعة فى شيئا نبغوا فيه...ولذلك إذا قلنا أن القرآن جاء يتحدى العرب في اعجاز الأسلوب واللغة.. فهذه خير شهادة للعرب فى نبوغهم فى دنيا الكلمة .. وهنا عندما يغلبهم القرآن ويعجزهم يكون هذا هو التحدى ..تحد فيما نبغوا فيه وتفوقوا ولذلك كان لا بد أن يكون العرب عندهم نبوغ فطرى فى الكلمة .. ويكون الاداءالجيد المميز للكلمة مألوفا لديهم شعرا ونثرا وخطابة .
وحين جاء القرآن الكريم يتحدى غير العرب ..زتحداهم فى آيات الكون والخلق ولذلك نجد مثلا تحديا من تحديات القرآن التى يعجز العقل البشرى التوصل إليها إلا بعد ابحاث وتجارب قد تصل إلى سنوات طوال لا يعلم مداها إلاالله فلنتأمل جميعا قول الحق سبحانه وتعالى فى محكم آياته
"(إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما )"
هذه الآيهة حين نزلت فهمت بأنه كلما احترقت الجلودتجددت وعندما توصل العلم الحديث إلى أن مراكز الاحساس والاعصاب موجودة فى الجلد مباشرة بحيث إنه إذا احترق الجلد ضاع الاحساس بالألم كانت هذه معجزة جديدة للدنيا كلها فى عصرنا ... يريد بعض الناس أن يتخذ العلم إلها من دون الله.. وهكذا كان الا عجاز المتجدد الذى يجعل القرآن معجزة خالدة ...وهذا خير دليل جديد على أن القرآن من عند الله وأنه كلام الله المعجز لكل العقول البشرية وما توصلت إليه من مخترعات واكتشافات وما سيكون فى المستقبل وخبرنا عنه القرآن ولم يتوصل إليه العقل البشرى