هو فنان ليس له مثيل متعدد المواهب .ذائع الشهرة . احترف الفن التشكيلي بمختلف مناحيه و ضروبه. فبرع في التصوير بالزيت و الزخرفة العربية الاسلامية و فن المنمنمات . و اهتم بتاريخه و الكتابة عن رواده و كان يجيد العزف على العود و القيثار . ولد محمد تمام في الثالث و العشرين من شهر فبراير عام 1915 في حي القصبة العتيد بالعاصمة الجزائرية و ظهر ميله للابداع في الفن التشكيلي منذ صغره بسبب نشوئه في وسط فني . فكان صديقا ملازما للفنانين والحرفيين البارعين الذين استمروا على تخليد التراث الاسلامي من امثال الاخوين عمر و محمد راسم . و الفنان التركي البارع دلاشي عبد الرحمن و مصطفى بن دباغ . اتصل برواد الحركة الفنية الاستشراقية الاوائل و على راسهم " دولاكروا" و"ايتيان ديني" و المؤرخ " جورج مارسيه" . كما استقى الكثير من الخبرة في فن الرسم و تدبيج الالوان خلال فترة انتسابه الى مدرسة الفنون الزخرفية و المنمنمات الاسلامية التى اسسها " عمر راسم" و التي كانت مشعل احياء التراث الجزائري الاسلامي و التصدي للاهداف الاستعمارية. كان محمد تمام يجمع في شصيته بين اتجاهيين ( كان شديد التمسك بالتراث العربي الاسلامي و في الوقت نفسه كان دائم التوثب للاطلاع و الانفتاح على ابداعات الحضارة الغربية ) . تعلم تمام القواعد الاولى لفن الزخرفة و المنمنمات على يد معلمه الاول " عمر راسم"في بداية 1931 و اتصل بالعديد من الفنانين الجزائريين الملتزمين فشجعوه على الانتساب الى مدرسة الفنون الجميلة فتفوق فيها و اتقدت مواهبه حتى خصه الحاكم العام الفرنسي لمدينة الجزائر بمنحة خولت له الانتساب الى المدرسة العليا للفنون الزخرفية في باريس عام 1936 و لقد تمكن في فترة دراسته من الاتصال و الاحتكاك برواد المدارس الفنية الحديثة في اوربا . عاد تمام الى الجزائر بعد قضاء 27 عاما في فرنسا ليبدا فترة العطاء الغزير و الانتاج الرفيع من الاعمال الفنية التي تشهد الان على براعته الفائقة و اصالته الراسخة و احساساته المرهفة العميقة.