الحارث بن كلدة
يشير صاعد الأندلسى فى كتابه (طبقات الأمم) إلى أن العرب فى جاهليتها لم تكن تُعنى بشئ من العلم إلا بصناعة الطب .. يقول : لحاجة الناس طراً إليه ! ومن الأسماء المبكرة التى ظهرت فى تاريخ الطب العربى (والإسلامى) الحارث بن كلدة الثقفى ، المتوفى فى حدود سنة 50 هجرية (670 ميلادية) وقد وردت أولى الإشارات إليه فى حديث نبوى حين اشتكى أحد معاصرى النبى صلى الله عليه وسلم من مرض فقال النبى له: اذهب إلى الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبَّب . وقد جاء فى المصادر المبكرِّة أنه لما قتل الخليفة عمر بن الخطاب طعناً فى بطنه ، سئل الحارث بن كلدة عن علاجه ، فقال اسقوه لبنا ، فإن خرج من جرحه فليوصى لأولاده . كما أوردت المصادر حواراً بين الحارث بن كلده وكسرى أنو شروان (ملك بلاد فارس) يُفهم منه أن الرجل كان عارفاً بأمور الطب. وكان قد تعلم الطب ومارسه ببلاد فارس ، وكان يضرب بالعود وله أشعار فى ديوان ذكره حاجى خليفة فى كتابه : كشف الظنون .
ويمكن مراجعة المعلومات المتعلقة بالحارث بن كلدة ، من الشذرات التى أوردها عنه ابن أبى أصيبعة فى :
عيون الأنباء فى طبقات الأطباء ص 145 ، القفطى : إخبار العلماء بأخبار الحكماء ص 111 ، الزركلى : الأعلام 2/157 ، كحالة : معجم المؤلفين : 1/519 .