إني لأحزن إذ أراك شبابا
ياحقل ورد تغار منك أزهار
وأزداد حزنا حين تبدو مشرقا
وتزهو وتزهو ويعافك الزوار
لماذا الهجر ممن كان يعشقك
أم أنه الورد بعد الهجر صبار؟
تتنفس العطر وتستحم بالندى
ولونك إعجاب وتمجيد وحوار
وما جدوى حسن لايراه معجب
أليس الحسن تهفو له الأنظار
لاعليك إن جفاك أحبه
فمعصم الحسناء لايغنيه سوار
بي مما بك ياورد من شجن
أضناك الحنين وهدني التذكار
فكم نشرت في المزاهر رونقا
وعلى المناضد يجلك النظار
وكم أهديت وأنت أغلى هديه
ونامت ورودك في دفتر تذكار
لا تسلني عمن كانت ترافقني
تهواك قطفا وتحلو لها الأزرار
أدميتها وخزا فقلت لها حذار
وخز الورود قالوا عنه إنذار
قالت:كفى إن الورد يداعبني
ياعاشق الورد على الورد تغار؟
يوم ذاك لوردتي قلت لها
أخشى الوداد بين الورد ينهار
لا تسلني يا ورد أين هي
تراني فردا يكسوه حزن وانكسار
أصبحنا أغرابا وتاهت مراكبنا
وتشعب الدرب وشاءت الأقدار.