بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الجنة هي دار النعيم التي أعدها الله لعباده المؤمنين والمتقين والأبرار جزاء إيمانهم الصادق وعملهم الصالح في الدنيا قال تعالى : ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) الزخرف72
ولقد رغب الله فيها وحث المؤمنين على العمل من أجلها قال تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) آل عمران 133
واعلم يا أخي/أختي أن الجنة هي فوق ما تقرأ أو تسمع وفوق ما يخطر ببالك حيث أن ادراكنا لا يحيط بالجنة لأننا ندرك بقدرما أوتينا بالدنيا فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه السلام : "قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مال عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر واقرءوا إن شئتم"
واعلم/ي أن الجنة ليست واحدة إنما أربع جنان وقيل ثماني وإنما بين الجنة والأخرى تفاضل في النعيم وأعلى الجنان الفردوس ثم عدن ثم الخلد ثم المأوى وروى البخاري ومسلم والترمذي عن أبي موسى الأشعري قال: قال الرسول عليه السلام : " جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن "
أرضها وتربتها:
إن أرض الجنة وتربتها ليست كأرضنا هذه ولكن ترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ وملاطها المسك فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قلت :يا رسول الله مم خلق الخلق؟قال:"من الماء"قلت الجنة ما بناؤها ؟ قال :" لبنة فضة ولبنة ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم فلا يبأس ويخلد لا يموت ولا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم"
أنهرها:
إن أنهار الجنة التي تجري فيها أربعة أنهار تنحدر من الفردوس وتمر بالجنان الأربع وهي :نهر من ماء ونهر من لبن ونهر من خمر ونهر من عسل مصفى
قوله تعالى :(مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات)
قصورها ومساكنها:
إن قصورها كما ذكرت مبنية من الذهب والفضة وأماالجنتان الأخريان فقد ذكر الله أن منازلهما الخيام( حور مقصورات في الخيام) وليست الخيام من القطن أو الشعر لا بل من اللؤلؤ والياقوت والزبرجد فقد روى البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال الرسول عليه السلام :" في الجنة خيمة من لؤلؤ مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الخرين يطوف عليهم المؤمن"
الفرش والأواني:
إن فرش الجنة الحريرومحشوة في الحرير على الأسرة المنسوجة بالذهب قوله(متكئين على فرش بطائنها من استبرق)كما أن أرض الغرف مفروشةبالسجاد وحولها النمارق مصفوفة وكلها من حرير أما الأواني والصحاف فمن الذهب وهذا بالنسبة للفردوس وعدن أما الخلد والمأوى فهي من الفضة
نساؤها :
إن لكل مؤمن في الجنة زوجتان من نساء الدنيا ومن الحور العين على قدر عملك إن النساء المسلمات في الجنة يكن خيرا من الحور العين جمالا وأخلاقا وإن الحور العين يكن خدم لهن ولا حسد ولا بغضاء بل أخوة وتحابب روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال الرسول عليه السلام:" ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" أي خمارها خير من الدنيا وما فيها والحور العين هن واسعات العيون شديدات بياض العين وسوادها
الغناء:
إن في الجنة غناء وأصواتا شجية لم تسمع بها الخلائق ولو سمعها من في الدنيا لأغمي عليه من شدة الطرب والسرور وإن اللواتي يغنين هن الحور العين فقد روى الترمذي عن علي بن أبي طالب قال :قال الرسول عليه السلام :"إن في الجنة لمجتمعا للحورالعين يغنين بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها ....الخ"
طعامهم وشرابهم:
فقد ذكر الله أن فيها اللحم والفاكهة وهم ألذ المأكولات وأن هذا الطعام غير منقطع فمتى يشتهي منه جاءه فلا يوجد فاكهة صيفية ولا شتوية فثمر الجنة دائم غير منقطع وفيها من جميع الثمار والفواكه التي تعلمها والتي لا تعلمها ولا تحتاج إلى حمل سلة أو كيس أوغير ذلك لتذهب وتقطع من البستان بل ثمرها متدل وأنت جالس قال تعالى :" وذللت قطوفها تذليلا" الإنسان 14
لباسهم وزينتهم :
إن لباس أهل الجنة الحرير وهذه الثياب لا تبلى وكلما زاد عليها الزمن زادت جودة وأما الرجال فيلبسون على روؤسهم التيجان المرصعة باللؤلؤ روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله عليه السلام:" أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم عليهمالتيجان وإن اللؤلؤ منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب" مرد:أي ليس في وجوههم شعر وهم شباب
أما المرأة فتلبس الخمار كما ذكرنا سابقا وأما زينتهم من الأساور ونحوها فإن أهل الفردوس وعدن زينتهم الذهب وبه يحلون وأما أهل المأوى والخلد فزينتهم الفضة
قوله (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا)وقوله : (وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا) وروى الترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال الرسول عليه السلام:"لو أن رجلا من أهل الجنة طلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم"
أعمارهم :
إنهم يدخلون شبابا سواء ماتوا صغارا أو كبار فقد روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال الرسول عليه السلام :" من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبدا وكذلك أهل النار"
وروي مسلم عن أنس رضي الله عنه قال : قال الرسول عليه السلام إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في ثيابهم ووجوهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول أهلوهم والله لقد ازددتم حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم حسنا وجمالا"
أعظم نعيم:
إن أعظم نعيم هو النظر إلى وجه الله عز وجل قال تعالى " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) فالحسنى هي الجنة وزيادة هوالنظر إلى وجه الله عز وجل
اللهم اجعلني من أهل الجنة وأذقني نعيمها وأورثني درجاتها العلا وأكرمني بكرامة الفوز بها والفوز بنعيمك واذقني لذة النظر إلى وجهك الكريم يا صاحب الفضل الكبير ويا رب العلمين.