الى ادم فتش عن المرأه
لا تستقلوا بالنساء ولا تغضبوهن، المرأة أوفى صديق وألد عدو،المرأة الصالحة ملاك والطالحة أكثر كيدا من الشيطان. هذه العبرة التي يسوقها كثير من قصص التاريخ المتعلقة بسلطة المرأة وكيدها من أول قصة دليلة الفلسطينية التي قدرت على ما لم يقدر عليه أقوى الرجال في مواجهة شمشون والقضاء عليه، لما عرفت مكمن قوته في شعره فقصته ومكنت قومها من القبض عليه واستعباده،و شجره الدر التي أخفت موت زوجها السلطان نجم الدين أيوب في وقت الحرب مع الصليبيين، وكانت تدخل الطعام والأطباء عليه كل يوم في تمثيلية حتى لا تضعف معنويات الجنود وتنتشر الفوضى في البلاد، الى أن انتهت الحرب وانتصر جيشها ومن ثم أعلنت وفاته لتتزوج بعده من عز الدين أيبك رئيس العسكر الذي تنازلت عن الحكم له كراهية، بسبب معارضة العلماء والأمراء لحكمها، ولكنها بقيت تمسك بزمام السلطة وبأيبك.
وقال المؤرخ تغري بردي "إنها كانت مسؤولة عن أيبك في جميع أحواله ليس له معها كلام" بل حرمته من زيارة زوجته الأولى وأولاده وأشيع انها ساهمت في قتله عندما علمت بنيته الزواج عليها، والتاريخ يتسع ولا يضيق في تقديم أمثلة على تأثير النساء السلبي وقيادة الأمور أحيانا نحو الهاوية.
والأمر لا يقتصر على التاريخ والأساطير فقد أظهر تقرير نشر في صحيفة هآرتس للكاتب والمحلل تسفي برئيل عظم مشاركة النساء وزوجات الزعماء العرب في كثير من القرارات الحاسمة ودورهن المهم في قيادة دفة البلاد في كثير من المجالات التي لا تقتصر على الخدمة الاجتماعية والخيرية والتشريفات، ويعرض التقرير لبعض الأبعاد الخطيرة لدور زوجات الزعماء وتنافسهن في المجال الدولي ومسؤوليتهن عن توتير العلاقات أحيانا بين الدول العربية.
وعلى صعيد آخر في ظل تزايد الفقر في الوطن العربي والمديونية والبطالة فقد كشفت دراسة لمجموعة بوسطن للاستشارات، أن النساء يملكن ربع الثروات المالية في الشرق الأوسط والأغنى هن السعوديات، ولكنها ثروة غير مشغلة ولا تخدم الاقتصادات المحلية ولا تنفع شعوب المنطقة!
نعم. فتش عن المرأة في كل مكان فهي وراء كل صلاح وهي باب كل فساد، بصلاحها يصلح المجتمع كله وبفسادها تفسد الدنيا، هي الضعيفة القوية، والطيبة المحنكة، والسكوتة البليغة، بدمعة منها تكتب معلقة، وبضحكتها تشرق الشمس في اليوم الغائم، وبطرفة عين تذهب بلب الرجل الحازم فقد قيل "تحتاج الأم عشرين سنة لكي تجعل من ابنها رجلا يستطيع أن يعتمد على نفسه، بينما لا تحتاج المرأة أكثر من عشرين دقيقة لكي تجعل من هذا الرجل انسانا أحمق لا يستطيع السيطرة على تصرفاته!".
وهذه القوة ليست لعبة بل أسلحة خطيرة، إن استخدمتها المرأة في الخير كانت كأمنا حواء مصدر الحياة ونبع الخير والعاطفة على وجه الأرض، وبغير ذلك فهي من اسباب البلاء والمرض والجريمة سواء بسواء كالرجل، وقد تكون أكبر أثرا لأن الانوثة أرق وأجلب لاستجابة القلب والعقل والجسد في طرق الشر والخير بحسب ما تريد المرأة، ولذا حصر الشاعر روبرت براونغ مفهوم الأنوثة الحقة في الأم فقال: "الانوثة فقط تعني الأمومة فكل حب يبدأ وينتهي هناك، يطوف ما فيه الكفاية ولكن بعد أن ينهي طوافه يلازم البيت" ومن هنا كان صحيحا ما قاله نابليون إن المرأة التي تهز المهد باليمين تهز العالم باليسار.
هي النار للدفء والحياة نستخدمها وبغيرها تصبح الحياة شبه مستحيلة، وهي النار نفسها قد تأتي بخراب الحياة واحتراقها لتصبح هباء منثورا
فأي النارين أنت؟
نار النور أم نار الحريق