( من الأدب المترجم)
في قرية صغيرة من قرى الهند؛ كان هناك رجلٌ عجوز يعيش وحيدا، أراد ذلك العجوز ذات يوم أن يحضِّر أرض حديقة منزله ويهيئها لزراعة البطاطا، ولكن العمل في حديقة المنزل كان غاية في الصعوبة بالنسبة له نظرا لكبر سنّه، لم يكن لدى هذا العجوز من معين سوى ابنه الوحيد الموجود في السجن،فما كان بيد الأب العجوز من حيلة إلا أن كتب رسالة إلى ابنه المسجون يشكو له فيها معاناته وهمه ويقول: " أي بني..إنني اشعر بغاية السوء من الحزن, لأنه يبدو أنني لن أتمكن من زراعة البطاطا في الحديقة لهذا العام! لقد صعب علي القيام بأعمال الزراعة بسبب تقدم السن.. وكذلك هو الحال مع أمك، لقد تقدم بنا العمر كثيرا وصرنا غير قادرين على أن نقوم بأعمال الحرث والزراعة في مزرعتنا، ولو انك موجود بيننا لقمت بذلك بدلا عنّا وتلاشت كل هذه المتاعب"
وبعد فترة قصيرة, تلقى الأب من ابنه رداً على رسالته يقول فيها:
"بربك يا أبي!!! حذار من أن تحرث أو تحفر في الحديقة، فقد كنت قد دفنت الأسلحة هناك …ابنك المخلص"
في صباح اليوم التالي, تمركز عشراتٌ من عملاءِ مكتب التحقيقات الفيدرالي, وكذلك ضباطٌ من الشرطةِ والجيش عند حديقةِ منزلِ الأب العجوز, وقام الجنودُ بحفر ونبش المزرعة بأكملها بحثا عن أي اثر لأسلحة مدفونة. ولكنهم لم يفلحوا بأن يجدوا أي سلاح!
:
وبحيرة كبيرة, بعث العجوز برسالة أخرى لابنه المسجون يحكى له ما حدث, ويسأله
”
ما الذي فعلته يا ولدي؟.. إن الأمور هنا في غاية السوء..لقد حضرت الشرطة, وسألوني الكثير من الأسئلة عن أسلحة مزعومة. لقد قاموا أيضا بحفر حديقة المنزل شبرا شبرا…ولكنهم لم يعثروا على أي أسلحة من تلك التي كنت قد تحدثت عنها في رسالتك؟"
:
فرد الابن برسالة يملئاها الدفء على أبيه, قائلا
”
يمكنك الآن أن تزرع البطاطا يا أبي, فهذا أفضل ما يمكنني القيام به من أجلك, وأنا في داخل السجن"
مغزى القصة:
نحن دائما من نصنع العوائق، كن ذكيا..إستكشف قدراتك..وإستخدمها
--
( وأعلم أنك لن تخلو من عين الله.. فأنظر كيف تكون )
(يا داود ! لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم، ورفقي بهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لماتوا شوقا إلي وتقطعت أوصالهم من محبتي)