حدثنا ابو الطيب غفر الله له ولنا فقال وعمر السامعين يطال
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك
اليك يا مولاى حكاية اصحاب الكلام فى شرح الامور العظام
وهى ياطويل العمر ومهجة القلب "حفظك الله وأبقاك " حكاية المشتغلين بصنعة الكلام يعيشون كالهلام ليس لهم صنعة سوى الفتاوى البهية فى زمن السلطان ابو طاقية خير البشر والبرية وهم فى الكلام ذوو فصاحة وفى الهندام لهم ملاحة وحديثهم وقاحة ما بعدها وقاحة وأضاف لا فض فوه بعد أن حوقل وبسمل
اليك يا مولاى حكاية المعقول واللامعقول فى المعلوم والمجهول
فهى قضية ما بعدها قضية وان حلت على يدكم الكريمة نصبح كمن فاز بالغنيمة ويصلح حال الرعية ولا تصبح فلسطين " وآه من فلسطين " بعد ذلك قضية
اليك يامولاى القصة فأسمع وع
فى سالف العصر والزمان
ولج القاعة شاب فى مقتبل العمر تبدو عليه سيماء المعلم وجلس بعد ان حيا الحاضرين وكانوا خليطا من الرجال والشيوخ والنساء واستهل محاضرته بسؤال قال فيه أيها الساده من منكم يعرف ماهو المعقول واللامعقول فى المعلوم والمجهول ؟ وعندئذ أصاب الجميع دهشة وصمت كبير وقبل أن تعلو همهمات الحاضرين أشار المعلم بيده الى رجل مسن قائلا انت ايها الشيخ الجليل هل توضح لنا السؤال من فضلك فوقف الشيخ وأصلح من هندامه وتنحنح وقال هو أن ... وتوقف عندما سمع صوتا يقول هو أن يبول الهر فى وجه الشمس ! ! وتعالت الهمهمات من جديد فرفع المعلم يده طالبا الهدوء وقبل اعتذار الشيخ وجلوسه . وقبل اعادة السؤال وقف رجل يبدو عليه الوقار متبرعا بالأجابة مصلحا من قلنسوته وجبته وتنحنح ايضا وهو ينظر يسرة ويمنة بأرتياب قائلا بصوت عميق هو أن تهدر السماء وتمطر العقاب !؟ ووقف شيخ تبدو سيماء الهيبة والوقار من هيئته وقال هو أن
وقبل ان يكمل قاطعته سيدة فى مقتبل العمر حيث وقفت قائلة هو أن يحل عنى رجلي ويتركنى وشأنى كيف لا وهو لا يعمل ولدينا أربعة اطفال ، وعلت الضحكات فى القاعة ودق المحاضر بيده طالبا من الجميع الهدوء والسكينة والتفكير بما قيل ، ومعتذرا أيضا من الرجل الذى كان لا يزال واقفا مدهوشا ، وطلب منه الجلوس وعندما لم يقبل وكرر اجابته متوعدا بالعقاب أنبرى من خلفه رجلا آخر وكان يبدو انه من رجال الدين قائلا لقد هدرت السماء وامطرت العقاب أما المعقول ...
وهنا قاطعه شاب يافع طويل القامة يجلس فى نهاية القاعة كان قد دخل القاعة آخر الحاضرين قائلا بصوت جهوري المعقول واللامعقول فى المعلوم والمجهول هو أن ينفض كل منا الغبار من عليه ويحمل فأسه ومعوله فألارض تنتظره وبحاجة اليه منذ عقود وقام بعدها مغادرا القاعة كما دخل دون أستئذان وسط دهشة الحاضرين واعجاب المرأة والمعلم .
ونظر بيدبا الفليلسوف الى دبشليم الملك سائلا رأيه فيما قال فوجده يغط فى نوم عميق وعلا شخيره دون ان ينتبه الفيلسوف فخرج مسرعا نادما على ماقال وهو يردد رب ضارة نافعة فطول اللسان فى الامور العظام مصيبة وبدعة قد يقع المرء بسببها فى المحظور ويتهم بالفجور والعقوق وربما يقعد على خازوق ولما بلغ الطريق فى نهاية المطاف أخذ يرتجف ويصيح يا خفي الالطاف نجنا مما نخاف